هل نحْن مُطاردون مِن البَشر ؟
سؤال يجوب زوايا تفكيري في كل مرة أري فيها نشرة الأخبار او اقرأ رواية حرب او أُصادق شخص جديد
و احيانا عندما اجلس في مجامع نسائية منصته لما يدور من حولي !
مستمعة لبشاعة البشر وجمالهم .
أهي معادلة متناقضة ؟
لم يخلقنا الله لهذا السبب ؟ لنكون مطاردون !
اتذكر اول مرة تركتني أمي من قبضة يداها عند باب الروضة عندما أخبرتني ان كل من هم بالداخل اخوتي و انَّ يجدر بيا احترامُ الجميع
و اتذكر جيداً عندما رجعت للبيت من دون أقلامي ، و يوماً اخر ملابسي ملطخة لأن أحدهم أوقعتني .
ما استغربه ان مازالت أمي توصيني عند بداية كل صف الَّا اضرب أحد و لا اشتم .
و مازلت انا بمرور كل سنة اكتشف بشاعة البشر و مطاردة اشباحهم ، لا شك بأن يوجد قمر و نجوم في دماس اللَّيل و لاشك ان هناك بشر استؤنفوا من هذه المعادلة كأُمي .
ها انا أُناضل علي مشارف العشرين من عمري لأحدد وصف و أجد تفسير ، بل كلما شعرت بالأمان قليلاً كلما شنب حريق في مكان او هدم منزل او سُمع صريخ لفقْد إنْسان .
كلما أخْبرت اخوتي ان أصوات الخارج هي ألعاب كلما تذكرت كلام أُمي في اول يوم تركتني من حُضنها للحياة .
كلما تمسكت بمعني الحرية و الأمة العربية كلما وجدتها وهْم و لايوجد أمة بل يوجد مُجنِّيديها ، لاكنهم لم يكونو كأُمي ؟ إنما كانو كالطفل الذي يسرق رغيفي مني و ارجع للبيت لأخبر امي كم هو لذيذ رغيفها .
اتمتمُ لفكري سُؤالا ، هل نحن مطاردون من البشر ؟
قبل خمسة أعوام من الآن كانت هواجسي عندما اشاهد احد أفلام الأكشن الذي يموت فيها بالالاف ، لا انام تلك اللّيلة لا ادري أكان خوف من ان يُصبح واقع او ان التقي به في الأحْلام ؟
ما يحدث الآن لا يقتصر عن حديث احدهم خلف ظهره ولا عن نميمة الاخر إنما هي رؤوسا تقطع علناً ، رصاص يفوق عصافير البلاد ، أيادي تلطختْ بالدماء و قبور أمْتلئت بالأموات .
فالشمس لَمْ تعد ذهبية اللّون بل هي باهتة الآن ولم يلاحظ احدهم ذلك .
و مازلت عندما أطِيل النظر داخل عينان أُمي تخْبرني انَّ كل شي سَيكونُ علي ما يُرام .
Comments
Post a Comment